المدونة

أن ترحل وتبقى

“إن كنت تنوي الرحيل، لا تقض وقتًا ممتعًا معي”

استوقفتني هذه الجملة الغريبة منذ أيام قليلة، وأرقتني كثيرًا..
هل فعلاً علينا أن نتوقف عن قضاء أوقات ممتعة معًا إن كنت لن أبقى؟
كلنا في مرحلة ما سنغادر هذا المكان، شئنا أم أبينا، مهما كانت خططنا وجهزنا أنفسنا لمواجهة القدر، نبقى كائنات محدودة العلم والقدرة، لماذا علينا إذاً التخلي عن جمال الصداقة التي قد تبقى ، ولو ذهبنا وغادرنا، قد تبقى مدة طويلة، الحب والصداقة والعاطفة أشياء يصعب زوالها حتى لو بعدت المسافات..
نعم ، قد تتناقص حدة المشاعر والانفعالات مع البعد، لكن إن أحببت أحدًا بصدق فلن ينسيك إياه الدهر كله.
سيكون الرحيل محزنًا، لا شكّ، لكن لماذا نستحضر ذلك الفراق في كل جلسة من جلساتنا إن كنّا نكرهه؟ هل نستعجله؟ هل نريده ليخلصنا من هذه اللحظات القليلة التي نسرقها من نسيج الزمن لحفرها على أذهاننا؟
كثيراً مالتقيت أناساً وافترقت عنهم، كانت لحظات قصيرة التي جمعتنا، لكن يبقى لهم في قلبي مكانة وفي الفؤاد منزلة.
إن كنت تنوي الرحيل، فاترك ورائك أثرًا يبقيك في ذكرى الذي تركته إلى الأبد، أجعلها وردةّ معطرةّ بأجمل أحساسيك وصفاتك، دعها تكون أنت حين تغيب، أجعلها بسمةّ ترتسم على شفاه من تحبهم، وكلمة على أوراقهم وصديقًا للأبد في قلوبهم.

Standard