يقول هيركليتوس : “الثابت الوحيد هو التغيير”

التغيير هو شيء حاصل لا محالة، نتحكم به أو يحدث لنا من دون تدخل إرادتنا الشخصية فيه. المهم هو ليس التغيير الحاصل بحدّ ذاته، لكن تقبلنا له وطريقة تعاملنا مع ما قد ينتج عنه من مشاكل وهموم تستمر لفترة طويلة دون الوصول لحلول.
قبل سنتين لم أعاني من أي تغيير في حياتي، من الثانوية العامة إلى الجامعة والدروس، كوني إنساناً منعزلاً انطوائياً فإن دخولي الكليّة لم يؤثر على برنامجي اليومي ولم أتعرف على أشخاص جدد، إلا ماندر، وهذه من الأشياء التي أندم عليها.. إني لم أقدم على تغييرات كبيرة في حياتي في تلك الفترة ولم أتعرف على أناس من خلفيات وأصحاب أفكار مختلفة.
لم أكن أعتقد في يوم ما أني سأغادر بلدي، مرغماً، لأني في النهاية كنت أتمنى أن أغادره، لأذهب وأجول أصقاع الدنيا، يعني كلها 3 بلاد لكني أعتبرها أصقاع عليكم أن تستحملوا نرجسيتي الزائدة، وأنام في شوارع بلاد لاأعرف فيها أحد بعد أن كنت ملكاً في منزلي.
تعلمت أن التغيير شيء موجود في كل شيء، من أصغر عاداتنا اليومية إلى سياسة واقتصاد الدول الكبرى، كله يتغيير بحسب ما يقتضيه الحال أو كردٍ على مجريات الحياة القاسية التي لاترحم أحداً.change-simon-wordle-24التغيير صعب جداً، ليس سهلاً، اسأل أحداً يريد أن يترك التدخين الذي هو من أسوأ العادات وأقبحها، سيقول لك أنه من المستحيل أن يتركها، بعد تأصل العادة في نفس الشخص فإن من الصعب تغييرها بدون قوة إرادة هائلة.
اسأل شخصاً اضطر أن يترك عمله أو دراسته ويهاجر ويلجأ لدول لايعرف فيها أحد، يترك عائلته ويصبح وحيداً. هل التغيير صعب؟ أن تحاول العمل وكسب لقمة العيش في بلد غريب؟ أن تقوم بالطهي والغسل والكيّ، الأشياء التي لم يكن يفكر بها من قبل!
أبسط من ذلك كله، أن تغيير موعد استيقاظك لساعة واحدة أبكر؟  تحتاج عدة أيام إن لم يكن أسابيع لتغيير دائم، وذلك بالتغيير البسيط أن تستيقظ ربع ساعة قبل الموعد الذي تستيقظ فيه حالياً وتزيده باستمرار.
التغيير المفاجي الكبير الذي قد يغير حياتك سيء. أياً كانت نتائجه فهو سيء، لا تقم باتخاذ تغيرات مفاجئة..
نصيحة من مجرب، “التغيرات المفاجئة تقصّر العمر!”

المدونة

كلمات عن التغيير

Image
المدونة

أيام معدودة من الرحلة المفقودة 3

رحلة البحث عن الانترنت

كانت رحلة البحث عن الانترنت صعبة، في ليبيا لا يتوفر الانترنت إلا في مقاهي الانترنت، ولكني كنت بحاجة له لأعمل على موبايلي ، أي إنستاغرام كما تعلمون يا سادة و واتس أب وماجاراه ! المهم، مناف كان يعمل في صحيفة؟ تذكرون؟ لديهم انترنت مفتوح الباقة وبسرعة 4 ميغا، هذا يعتبر سوبر فاست هنا ! عزمني مناف، فذهبت! لأشغل النت، دخلنا مقر الصحيفة وعرفهم مناف عليّ لما دخلت في آخر الدوام، جلست جانبه على طاولة المدققين، ثم أومئ لي أن أجرب الانترنت، لم أكد أفتح الموبايل حتى قطعت الكهرباء عن المبنى بأكمله ! وتوقف النت 😦
لا تستطيعون تخيّل ضحكة مناف عندما رآني متفاجئاً ! سألته هل يحصل هذا عادةّ؟ قال لي أنه خلال الشهرين الذين عمل فيهما لم تقطع الكهرباء مرة واحدة!
ده انا حظي زنخ (عقولة المصريين) Continue reading

Standard
المدونة

أيام معدودة من الرحلة المفقودة 2

في السوق القديمة، أو هذا ما اعتقدناه، ضعنا أنا ومناف! كان سبتاً آخر كلانا حرّ بلا عمل أو دراسة..خرجنا لطرابلس القديمة ومشينا حتى ضعنا!
في البداية وجدنا مقهى ظريف الشكل أبيض اللون ويبدو متحضراً ( هذه قليلة في طرابلس، ماعدا المناطق الغالية ك حي دمشق وحي الأندلس وحي آخر لا أذكر اسمه ! اسمه يذكرني ب جلجامش الأسطورة الإغريقية) .
المهم يا سادة يا كرام، بينما نحن نتمشى رأينا هذه القهوة، لكن لخلائها ولقلة زبائنها لم نجرؤ حتى على قراءة المينيو ! ( والله أنا درويش :])
Casa Caffeeاسمها كازا كافيه ( المقهى الأبيض) يعني اسم صريح ويوصف المقهى بشكل خارجي. أمام هذا المقهى يوجد ساعة بديعة المنظر بناها رجل جزائري وهي من أجمل مارأت عيناي في طرابلس القديمة.الساعة!

Continue reading

Standard
المدونة

أيام معدودة من الرحلة المفقودة 1

تتأخر أيام إقامتي في ليبيا بلا عمل أو دراسة لأقضيها بين ثلاثة بيوت مختلفة، بيت صديق والدي، بيت عائلة صديقي و الشقة “شبه الشقة” في المدينة الجامعية. كنتُ أعلم أنّ استخراج تأشيرة دخول دبي سيستغرق بعض الوقت أو لا يخرج أبداً، لذا بدأت بالبحث عن عمل في ليبيا، وكان العمل الأول : أستاذ لغة إنكليزية لطالب ثانوية عامة، لكنّي لم أقم بذلك لعدم وجودي في الوقت المناسب لأستغل معلوماتي لأقدم له أفضل خدمة ممكنة.
في خضّم هذه الأحداث اتفقنا أنا وصديقي مناف أن نزور مناطق ليبيا الأثريّة أو ما نستطيعه منها، كل يوم سبت حيث عطلته وعطلتي تتفقان في هذا اليوم. Continue reading

Standard
المدونة

بين حبّ وحبّ !

بين متحدثين كنتُ معهما، جرى هذا الحديث بينما كنتُ جالساً مستمعاً، وهذه هي كلماتهم، بتصرفي!
سألتهم : ما الحبَ ؟
بعد نظرة طويلة وتمعّن، نظر أحدهما إليّ وقال : Continue reading

Standard
المدونة

حامل العطر

أحضرت بدلتي الرسمية وذهبت إلى منزل العم حسن، لم أعرف ما المناسبة الرسمية التي سأذهب إليها. حاولت أن أستفهم من العم حسن لكنه أبى أن يتكلم “خلص بتعرف بعدين شو بدك عمو” وابتسم ابتسامة خفيفة.
اتصل بي في الساعة الثالثة ابن العم حسام، محمد، “كيفك فرزت، شو أخبارك شفتك بالمشفى مبارح بس شكلك ما انتبهت عليي، بدي اطلب منك شغلة، فيك تجي تكون من حاملي الهدايا؟” أنا استغربت بالطبع، شو حاملي الهدايا وشو بدو مني ؟!  Continue reading

Standard